1smsm
عدد المساهمات : 99 تاريخ التسجيل : 11/01/2013
| موضوع: الأردن: انتخابات وسط مقاطعة وتشكيك شعبي الأربعاء يناير 23, 2013 7:26 am | |
| تشهد الاردن أول إنتخابات بعد أن إمتد الربيع العربي اليها وسط مطالبات ودعوات للإصلاح والتغيير لوضع الأردنيين الذين يعانون من ضائقة اقتصادية شديدة في بلد موارده قليلة.
وبالرغم من أن مساعي الحكومات الأردنية المتعاقبة على الاستمرار في إستراتيجية التنمية الحضرية والمدنية إلا أن الكثير من الأردنيين يرون أن هذه الخطط تضيف أعباء إقتصادية إضافية عليهم، فموقع الأردن الجغرافي الذي حتم عليها أن تكون بين دول عربية ملتهبة بصراعاتها السياسية من جانب، والأستقرار السياسي بفعل دورها المحوري في عملية السلام والتوازن الأقليمي في الصراع مع إسرائيل من جانب آخر جعلها بلدا آمنا للمنفيين والنازحين من دول الجوار وهو ما أضاف عليها عبئا آخر من الهموم الأقتصادية والتي إنعكست بشكل كبير على حياة المواطن العادي. بطالة وفقر وفي ظل هذه المعطيات التي لايمكن أن يتجاوزها المواطن الأردني في محاكاة همومه اليومية حيث البطالة وضعف إمكانية الدولة في الحد من الفقر وإرتفاع الأسعار وشح المحروقات التي أصبحت الورقة الأكثر تحكما في تفعيل الغليان الشعبي، تقفز على السطح عوامل متشابكة وهي حراك الفعاليات السياسية ومنها الأسلامية تحديدا حيث جماعة الأخوان المسلمين التي شكلت على الدوام خصومة مع النظام، وأخرى تتعلق بالفساد المالي والاداري الذي طال شخصيات في أعلى المناصب في الدولة وقيادتها لشبكات فساد من أصحاب المال المستورد وهو أمر أحرج الملك والحكومة معا بالرغم من إيقاع عقوبات قضائية عالية المستوى .
هذه وقضايا أخرى طعنت بثقة المجتمع الأردني بنظامه وإسلوب معالجاته لقواسمه المشتركة في العيش بكرامة وأمل نحو مستقبل بات مجهولا كما يصفه الكثير من الأردنيين . مشاركة وعزوف يجمع الاردنيون وهم يخوضون إنتخابات نيابية جديدة بعد حل البرلمان ودعوة العاهل الأردني الى مزيد من الاصلاحات إستجابة للأحتجاجات التي طافت البلاد عقب ثورات الربيع العربي لكنهم غير واثقين من أن العملية الأنتخابية ستنتج هيئة تشريعية قادرة على معالجة مشاكل البلاد الصعبة. ويشكك ابناء الشعب بعدم جدية الدولة بإجراء إصلاحات سياسية وإقتصادية ناجعة، وهو الأمر الذي قسم المجتمع الأردني بين مشاركة وعزوف بل أن البعض إعتبر أن ما يجري هو مهرجان وليس عملية جراحية سياسية. العشائرية والمناطقية المجتمع الأردني وبالرغم من عدم تعدد المذهب والعرق فيه بإستثناء بعض العرقيات ومنهم الشركس والشيشانيون، والأديان ومنهم المسيحيون والتي لا تشكل معادلة فارقة بأجمعها للتقسيم والتضاد مع مكوناته إلاساسية إلا أن العشائرية والمناطقية تشكل عاملا مفصليا في الحياة الأردنية الأجتماعية والسياسية وهو ما يضعها في جانب المباهاة والوجاهة حينا والولاء الى النظام الهاشمي حينا آخر.
أمر يدفع بالناخب أن يتجرد من صوته نحو معالجة المشكلة الى الأيقاع في مشكلة يرى الكثيرون أنها واحدة من أسباب بقاء حكومات بلا حل ونظام ملكي غير دستوري ودولة وجاهات وليست دولة تكنوقراط. مهرجان إنتخابي عندما تسير في شوارع عمان تجد أن المرشحين تواقين لبلوغ هدفهم وجميعهم يتنافسون على نيل مقعد من المئة وخمسين مقعدا في مجلس النواب الأردني. فتصدح في خيامهم الموسيقى والشعارات الرنانة وحلم الوجاهة، وهو ما يعزف عنه المواطن المسحوق الذي لا يرى في هذه الانتخابات سوى مهرجان ستطوى معالمه بعد صدور النتائج وصعود الفائزين الى قمة يتعذر على المواطن البسيط بلوغ سفحها لطرح أنينه. برلمان فيسبوكي مع الرغبة بالمشاركة في الانتخابات والعزوف عنها أسس شباب أردنيون صفحة على الفيسبوك وشكلوا برلمانا إفتراضيا وقوائم إتخذت من بعض متداولاتهم الشعبية أسماء لها التي لا تخلو من التندر والفكاهة مثل: قائمة الحوتة، والجرة ،والجيرة ، والهنود الحمر، والجميد، وهو حجر صلب من لبن الماعز المجفف الذي يشتهر به الأردنيون في وضعه على مناسف الأرز واللحم البلدي، أسماء قوائم تعبر عن الخيبة الممزوجة بالضحك وربما هي عامل دفع لتسليط الضوء على إنتخابات ما زال يرى فيها المؤمنون بالعمليةالانتخابية سبيلا وحيدا للوصول الى ما يطمحون اليه | |
|